
في الجزائر هناك فيروس اسمه “بلماضي”، صنع الحدث في ظرف وجيز، سريع الانتشار، وحصد الاصابات،عجز المختصون عن ايجاد لقاح له.
أصبح حديث الصحف العالمية والمحلية، قدوة الشباب لصناعة الأمجاد والانجازات، أصبح ملهما ومحترما أبدع في رسمه الرسامون.
كما اسكت افواه المنتقدين والمشككون،..أبدع في تصويره المصورون، وبات حديث الصحافة والاعلاميون والمحللون.
فيروس بلماضي ليس “متحورا” أوقاتلا ولا يثير الهلع والخوف، بل هو منشطا فعالا و مغيرا ايجابيا، يدخل الفرحة والسرور على القلوب، فنال بذالك حب المحبين وعشق المجانيين..فأصبح بلماضي الشخص حديث العام والخاص.
ماقام به بلماضي في وقت وجيز كمدربا للمنتخب الوطني منذ سنتين عجز عن تحقيقه السابقون، من حيث “التغيير” الذي لم يحتاج الى احداثه الى حملة انتخابية او دعاية “خالص عليها”، أوبشراء الذمم أو بالتزوير أو بالهف أو البريكولاج..الذي أصبح قانون الحياة اليومية سياسيا او رياضيا وفي كل المجالات.
فيروس بلماضي من أعراضه “حب الانتصار” بدليل سلسلة النتائج الايجابية ولاهزيمة بعد 33 مباراة منها الرسمية والودية ليقارع بذالك أرقام كبار المنتخبات العالمية، تخللتها مبارايات كأس افريقيا والتتويج بها خارج الديار سنة 2019 بعد آخر وأول تتويج للجزائر الذي كان سنة 90.
فيروس بلماضي من أعراضه أيضا “زرع واعادة الثقة لمحاربيه”..يتجلى ذالك في الثقة التي أعادها لنجم الخضر رياض محرز الذي كان جسدا بلا روح، تائها غائبا، ليصاب بفيروس بلماضي الذي منحه الثقة وشارة القيادة فكانت النتيجة، توهّج مع المنتخب، أهداف عالمية، و تمريرات حاسمة، وختامها مسك التتويج بكأس افريقيا.
وامام رياض في وسط الميدان هناك نجم آخر اسمه بلايلي الذي به يكتمل بناء الهجمات، وقع قبل سنوات في المحظور ليعود، بعدها بانضباط وصبر شديد وعمل كبير الى المنتخب الوطني بفضل بلماضي. الذي اصابه بالعدوى،
فصار يصول ويجول، مرعب الخصوم، مراوغات برازيلية وتوزيعات مليمترية، وأهداف عالمية صنعت الحدث آخرها “الصاروخية التي سكنت الشباك المغربية في ربع نهائي الكأس العربية.”
أعراض أخرى لفيروس بلماضي هي “الصرامة والشخصية القوية”، فلا مجال للخطأ صرامة مع اللاعبين، ومواجهة حادة مع الاعلاميين، شخصية فرضت نفسها وسط كل المتابعين، غرسها في اللاعبين فأصبحو محاربين داخل الميادين.
من أعراض فيروس بلماضي “القدوة” فقد أصبح قدوة رياضية، يسير على دربها المدرب الشاب مجيد بوقرة مع المنتخب المحلي
ومايصنعه في مونديال العرب، لخير دليل على ذالك تعادلين وانتصارين امام منتخبين كبيرين هما المصري والمغربي.
وبالحرارة و”القرينطة” التي زرعها في لاعبيه والتي ظهرت أمام الفراعنة والمغاربة يطمح الى بلوغ النهائي العربي والتتويج بالكأس.
من أعراض فيروس “سبيشل وان افريقيا”، ان كل لاعب محلي اصبح يجتهد ويعمل من أجل ان يحظى بدعوته، لتقمص ألوان المنتخب الوطني، التي لم يكن يحلم بها من قبل.
خصوصا وأنه لايظلم عنده أحد و أكد في وقت سابق أن أبواب المنتخب “مفتوحة لمن يستحقها”.
ومن أعراض بلماضي حتى لانطيل، فهي لاشيء مستحيل..رسالة يوجهها الى قلوب الشباب يخاطب فيها قلوبهم قائلا:” ان المستحيل ليس جزائريا”، وأن التغلب على الصعاب يكون بالثقة في النفس والمثابرة وحب العمل ومساعدة الآخرين، بعيدا عن النفاق والحقرة.
كما أن الرجل المناسب في المكان المناسب هو من يصنع الفارق ويدخل الفرحة والسرور في القلوب، وبه تتطور البلاد وتحقق مصالح العباد، ليس بالبركولاج والمال الفاسد، والمعريفة والرشوة. والمصالح الشخصية.