
رفض الاهانة، وقدم الاستقالة، بعد سلسلة من النتائج الايجابية، حققها في أوقات قصيرة، صاحب المراوغات الرائعة، سقف طموحاته عالية، لايرضى أن يكون ورقة ثانية، فقرر رمي المنشفة، والخروج من الأبواب الواسعة قبل الضيقة.
عزالدين رحيم، الثابت فيه الهدوء والرزانة، و”لعقالة”، وليد فاميليا الى حد النخاع، لمن يعرفه جيدا، أبدع كلاعب على أرضية الميدان، مع فريق القلب الاتحاد، وخدم النادي بعد الاعتزال كمدرب مساعد، كما تفنن بين اللعب والتدريب، مهنة التحليل الرياضي عبر كل استضافة له من طرف القنوات الخاصة.
غير أن المتغير فيه هو رفض الاهانه لما يشعر بالحقرة، وعدم التقييم، والاعتراف بالمجهود المبذول، والتهميش، هذه الأسباب وأخرى دفعته الى الاستقالته رسميا من العارضة الفنية لفريق اتحاد العاصمة، بعد تنصيب المدرب الجديد.
رحيم فضّل الاستقالة على المواصلة والخروج من الباب الواسع حفاظا على كرامته حيث لم يتقبل “الكابيتانو” كما يحلو للأنصار مناداته طريقة تعامل الإدارة معه بعدما جلبت المدرب الصربي المغمور “زلاتكو كرامبوفيتش”، ومساعده المغربي جميل بن واحي ليصبح هو المساعد الثاني في ظرف أيام. وهنا تتجسّد مقولة “خبز الدار ياكلو البراني.”
بالعودة الى مشوار رحيم فإن حصيلته كمدرب مؤقت جد ايجابية بعدما تولى قيادة الفريق في تسع جولات بعد رحيل لافان ، فاز في خمس مباريات وتعادل في ثلاثة وانهزم في مباراة واحدة، ووصل معه الفريق إلى النقطة الثلاثين بفارق ست نقاط عن المتصدر شباب بلوزداد.
مشوار المدرب رحيم يستحق الوقوف عنده فهو الذي عاد بالفريق إلى الواجهة رغم رفض البعض لفكرة منحه الفرصة،فضّل العمل في صمت حيث رفع التحدي وعادت معه النتائج الايجابية.
وهنا نذكر أنه استلم الفريق بعد اقالة دنيس لافان في الجولة التاسعة عقب التعادل ببولوغين أمام مولودية وهران، يوم واحد بعد وفاة شقيقه الأكبر وقبل وثلاثة أيام عن مواجهة الرائد شباب بلوزداد.
ارتقى بالاتحاد من المرتبة التاسعة إلى المرتبة الثالثة.
لم ينهزم الفريق معه في ثمان جولات متتالية رغم الاصابات التي طالت أبرز ركائز الفريق.
ألا يستحق رحيم ان ترفع له القبعة، بعد هذا المشوار القصيرـ الذي قد لايحققه زلاتكو؟
رحيم بالمختصر المفيد رجل ميدان، واسم رياضي كبير، تجسّدت فيه قوة الشخصية، والأهم من ذالك قرر الاستقالة لأنها قضية مبدأ. !